سحر قومية مان يجذب الزوار: الريف في شرق مقاطعة لياو نينغ يشهد اندماجاً عميقًا بين الثقافة والسياحة

مقاطعة لياو نينغ، هذه الأرض الخصبة الواقعة في الركن الشمالي الشرقي من الصين، تتألّق بروعة مناظرها الطبيعية الخلابة، وتفخر بإرثها الحضاري العريق والمتجذر، حيث تنتشر فيها المعالم التاريخية كالنّجوم في السماء. وعلى هذه الأرض الواسعة الغنية، تتألّق محافظة شين بين ذاتية الحكم لأبناء قومية مان في مدينة فو شون كجوهرة متلألئة، تشعّ بسحرها الفريد وجاذبيتها الآسرة.

مدينة هيتو ألا – الصورة مقدّمة من دائرة الثقافة والسياحة والإذاعة والتلفزيون بمحافظة شين بين ذاتية الحكم لقومية مان

إن مدينة هيتو ألا الواقعة في محافظة شين بين ذاتية الحكم لقومية مان، قد صمدت في وجه تقلبات الزمن لأكثر من 400 عام، وشهدت بعظمتها نشأة أحد أعظم السلالات الإمبراطورية وتألق مجدها. وبالقرب منها، تقف مقبرة يونغ لأسرة تشينغ الملكية شامخًا، محافظًا على الطابع الأصلي لباب الحصن الخشبي الذي كان يحيط بمقابر الأجداد في العهد المبكر لأسرة تشينغ الملكية، ويُعرف بلقب "أول مقبرة خارج ثغر شان هاي"، وقد أُدرجت ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي في عام 2004.

مقبرة يونغ لأسرة تشينغ الملكية – التصوير: ما جينغ

أما قرية هيتو ألا المحيطة بمدينة هيتو ألا، فهي إحدى القرى النموذجية ذات خصائص الأقليات القومية في الصين، وتُعدّ مركزًا هامًا في نقل وحفظ تراث ثقافة قومية مان. وفي هذه القرية، يمكن للسياح خوض تجربة غامرة للحياة الريفية الأصيلة لأبناء قومية مان، والتعرف عن كثب على روائع التراث الثقافي غير المادي، مثل قصّ الورق، والزي التقليدي (تشي باو)، وفنون التطريز الخاصة بقومية مان …إلخ.

أعمال تطريز قومية مان – التصوير: ما جينغ

إن الأسواق الشعبية الصاخبة تُعدّ أيضًا من أبرز ملامح الريف في مدينة فو شون. ففي هذه الأسواق، تتوفّر مجموعة واسعة من المنتجات المحلية الطبيعية، مثل الدجاج البلدي، والفطر البري، ولحم الخنزير الريفي، إلى جانب مجموعة غنية من المأكولات التقليدية والمنتجات الزراعية المميزة عالية الجودة، التي تجذب الأنظار وتُبهج الأذواق.

سياح يجرّبون فن تطريز قومية مان – التصوير: ما جينغ

الوارثة على مستوى المقاطعة لفن قصّ الورق لقومية مان، السيدة شيوي لي ‌مينغ (الرابعة من اليسار)، تُعلّم السياح مهارات قصّ الورق التقليدي لقومية مان -التصوير: ما جينغ

يعدّ نمط "الأطباق الثمانية والأواني الثمانية" نمطًا تقليديًا أصيلًا يمثل الضيافة الملكية لقومية مان، باعتباره واحدًا من أبرز رموز ثقافة مطبخ قومية مان، حيث يدمج بين أساليب طهي متنوعة مثل: الطهي البطيء، والتحمير، والتتبيل، والشواء، والقلي، والتبخير، والسلق، والقلي السريع...إلخ.